[٦] زواج النبي من صفية بنت حيي كيف كان تعامل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مع صفيّة بنت حييّ رضي الله عنها؟ لمّا قبلت صفيّة -رضي الله عنها- بأن تدخل دين رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- طلبها لنفسه، فقبلت وأم بلالَ بن رباح -رضي الله عنه- بأن يبسط قطعًا من جلد فبُسطت، ثمّ أحضر شيئًا من تمرٍ وسمنٍ وأقط: الذي هو الجميد، ودعا المسلمين ليصيبوا من الطّعام فأصابوا، وكانت هذه وليمته -صلّى الله عليه وسلّم- على صفيّة. [٣] وكان بعض الصّحابة يرون رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قائدَهُم يجعل ركبته على الأرض جانب بعيره فيجعلها سلّمًا لتصعد صفيّة -رضي الله عنها- إلى الرّاحلة، وكان -صلّى الله عليه وسلّم- يجعل صفيّة خلفه في عباءة إذا صعدت إلى بعيره. [٣] وقد رأى يوم تزوّجها بوجهها كأنّه أثر لطم، فسألها عن ذلك، فأخبرته بالرّؤية التي رأتها وبفعل كنانة بن الربيع زوجها الأسبق معها.
شهادة حيي بن أخطب بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم كان حُيَيُّ بن أخطب سيد يهودِ بني النَّضيرِ بالمدينة، وهو أبو أم المؤمنين صفيَّة بنت حُيي - رضي الله عنها - زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان حُيي بن أخطبٍ وأخوه ممَّن عَلِموا صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - لكنَّهما لم يُسلِما عنادًا واستكبارًا. وتَحكي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب - رضي الله عنها - عن ذلك فتقول: "كنتُ أَحَبَّ ولد أبي إليه وإلى عَمِّي أبي ياسر، لم ألقَهُما قطُّ مع ولدٍ لهما إلا أخذاني دونه. فلمَّا قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ونزَل قباءَ في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أبي حُييُّ بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مُغلِّسين؛ أي: ساروا بغَلسٍ، وهو ظُلْمة آخر الليل. قالت: فلم يَرجِعا حتى كانا مع غروب الشمس، فأتيا كالَّيْن [1] كسلانين ساقطَينِ يَمشيان الهُوينى، فهشَشْتُ إليهما [2] كما كنتُ أصنَعُ، فواللهِ ما التفَت إليَّ واحد منهما، مع ما بهما من الغمِّ. قالت صفية - رضي الله عنهما -: وسمعتُ عمي أبا ياسرٍ وهو يقول لأبي حُيي بن أخطب: أهو هو؟ (أي: هل محمد - صلى الله عليه وسلم - هو النبي الذي نَنتظرُهُ، الموجودة بشارته في كتبنا؟)، قال حيي بن أخطب: نعم والله.
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 11 / 607) وحسنه الألباني. فهذا توضيح وبيان لحادثة صفية بنت حيي رضي الله عنها ، فعسى أن يكون في ذلك فائدة للموافق وهداية للمخالف. والله أعلم
قال أبو ياسر: أتعرفه وتُثبِتُه؟ قال حيي بن أخطب: نعم. قال أبو ياسر: فما في نفسك منه؟ قال حيي بن أخطب: عداوتُه واللهِ ما بقيت" [3]. [1] كالَّين؛ أي: أصابهما الكلل، وهو الإعياء والتعب. [2] هششتُ: أي نشطتُ وخفَفتُ. [3] سيرة ابن هشام (1: 517)، وعيون الأثر؛ لابن سيد الناس (1: 277)، والروض الأنف؛ للسهيلي (2: 376). مرحباً بالضيف
فبنى بها ": دخل بها والبناء الدخول بالزوجة ، " حيساً ": خليطاً من التمر والأقط والسمن ويقال من التمر والسويق أو التمر والسمن ، " نطع " جلود مدبوغة يجمع بعضها إلى بعض وتفرش ، " آذِن مَن حولك ": أعلمهم ليحضروا وليمة العرس ، " يحوِّي ": يدير كساء فوق سنام البعير ثم يركبه. 5. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر صفية رضي الله عنها بما حصل عليه وعلى الإسلام من والدها ، فما زال يخبرها ويعتذر لها حتى ذهب ما في نفسها عليه ، فلم يعاشرها وهي مبغضة له كما يزعم المغرضون الكاذبون ، بل كان ذلك بعد إسلامها وزواجها وزوال ما في نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم حتى استحقت شرف أمومة المسلمين. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:... قالت صفية: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبغض الناس إليَّ قَتل زوجي وأبي وأخي فما زال يعتذر إليَّ ويقول: ( إن أباك ألَّب علي العرب وفعل وفعل) حتى ذهب ذلك من نفسي. رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 11 / 607) ، وحسنه الألباني. 6. وكانت صفية قد رأت رؤيا عبَرها لها زوجها اليهودي بأنها تتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:... ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيني صفية خضرة فقال: ( يا صفية ما هذه الخضرة ؟) فقالت: كان رأسي في حجر ابن أبي حقيق ، وأنا نائمة فرأيتُ كأن قمراً وقع في حجري فأخبرته بذلك ، فلطمني وقال: تمنِّين ملِكَ يثرب ؟.
وصيتها: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال ورثت صفية مائة ألف درهم بقيمة أرض وعرض فأوصت لابن أختها وهو يهودي بثلثها قال أبو سلمة فأبوا يعطونه حتى كلمت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليهم اتقوا الله وأعطوه وصيته فأخذ ثلثها وهو ثلاثة وثلاثون ألف درهم ونيف وكانت لها دار تصدقت بها في حياتها. وفاتها: وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبرت بالبقيع وعن عكرمة قال: ماتت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال إسحق: أظنه سماها صفية بنت حيي بالمدينة فأتيت ابن عباس فأخبرته فسجد فقلت له: أتسجد ولما تطلع الشمس؟ فقال ابن عباس: لا أم لك أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا رأيتم الآية فاسجدوا وأية آية أعظم من أمهات المؤمنين يخرجن من بين أظهرنا ونحن أحياء المصادر: الاستيعاب سير أعلام النبلاء - أسد الغابة - تهذيب الكمال - الطبقات الكبرى - صحيح البخاري - المعجم الأوسط - الإصابة في تمييز الصحابة - تفسير القرطبي - مسند أحمد بن حنبل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسبها: هي صفية بنت حيي بن أخطب، من بني اسرائيل، من ذرية النبي هارون بن عمران، أمها برة بنت سموأل، ولـدت بعد البعثة بثلاثة أعوام، وكانت ذات دين وعقل وجمال فائق، قال عنها أبو عمر "كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة". تزوجت قبل أن تدخل دين الإسلام، من سلام بن أبي الحقيق، وبعده تزوجت من كنانة بن أبي الحقيق، حتى أتم الله سبحانه وتعالى نعمته عليها وتزوجها رسوله الكريم. زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم: في بداية السنة السابعة للهجرة، استعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإخراج اليهود بصفة نهائية من أرض الحجاز، فأعد صلى الله عليه وسلم جيشا قوامه ألف وأربعمائة مقاتل، واتجه إلى خيبر حيث كان اليهود يتمركزون. ووفق الله رسوله الكريم، ففتح حصون خيبر جميعا، حتى وصل إلى حصن يقال له القموص (حصن بني أبي الحُقين) وعندما فتحه، جيء له بسبايا الحصن من النساء، ومن بينهن كانت السيدة صفية وإحدى بنات عمها. وبينما سيدنا بلال رضى الله عنه يمر بهما على قتلى الحصن، صكت ابنة عم صفية وجهها وصاحت، وأهالت التراب على وجهها، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أغربوا هذه الشيطانة عني)، أما السيدة صفية فكانت ثابتة الجنان، ولم تبد أي انفعال يدل على الجزع والخوف، فأركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، وغطاها بثوبه فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه.
إذ أن النبي آثرها لنفسه ليرفع من مكانتها ويعز مقامها، فقال لها عليه الصلاة والسلام مخيرًا إياها: "اختاري، فإن اخترتِ الإسلام أمسكتك لنفسي (أي نكحتك). وإن اخترتِ اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك"، فقالت: "يا رسول الله، لقد هويتُ الإسلام وصدقتُ بك قبل أن تدعوَني، حيث صرتُ إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب. وما لي فيها والدٌ ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام ،فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي". بعد أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صرحت به أعتقها ونكحها، وكان مهرها عتقها. متى بنى الرسول صلى الله عليه وسلم بصفية؟ مكث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في خيبر بضع أيام لكي تتطهر صفية. وبعد أن خرج المسلمون من خيبر وخرجت السيدة صفية مع النبي عليه الصلاة السلام. بعُد قليلًا عن اليهود ثمّ أمر بالإقامة، ورغب بالبناء بزوجته صفية بنت حيي بن أخطب فأبت ذلك. فتابع نبي الله سيره، وعندما استقر في الصهباء وهو مكان في خيبر. طلب من الصحابيات بتجهيز صفية لأجله، فمشّطتها أم سليم وعطّرتها. ثمّ ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلّم- وهنا بنى بها، ولكنه سألها عن سبب رفضها أول مرة. مقالات قد تعجبك: فقالت له بأنّها خافت عليه من مكر اليهود وهي أعلم الناس بهم، إذْ أنهم كانوا بالقرب من مكان المسلمين.
المراجع [ عدل] ^ العنوان: Сафия бинт Хуйайй — نشر في: قاموس الموسوعة الإسلامية ↑ أ ب Gottheil, Richard and M. Seligsohn. "Huyayy ibn Akhtab. " الموسوعة اليهودية. Funk and Wagnalls, 1901-1906; which cites the following bibliography: عبد الملك بن هشام ، Kitab Sirat Rasul Allah, ed. Wüstenfeld, p. 351, passim; Caussin de Perceval, Essai sur V Histoire des Arabes, iii. 83, passim; هاينريش جرايتز, Gesch. 3d ed., v. 100-102, 105. "نسخة مؤرشفة" ، مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2011 ، اطلع عليه بتاريخ 11 مايو 2018. {{ استشهاد ويب}}: صيانة CS1: BOT: original-url status unknown ( link)
مراجع ^ الإصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر.